كيف تختار نظام مسرح منزلي صوتي؟
أنظمة المسرح المنزلي واحدة من المنتجات التقنية التي بدأت بالانتشار الواسع في الأعوام الأخيرة, فما هي مواصفاتها وكيف تختار واحدة.
أنظمة المسرح المنزلي واحدة من المنتجات التقنية التي بدأت بالانتشار الواسع في الأعوام الأخيرة، وعلى الرغم من انها عادة ما تكلف مبالغ كبيرة من المال، فهي مرغوبة بشدة من قبل محبي الموسيقى والأفلام نظراً لجودة الصوت العالية والإحساس المميز الذي توفره من حيث الصوت ثلاثي الأبعاد والإحاطة الكاملة.
المشكلة الأساسية عند شراء هذه الأنظمة هو اختيار الأنواع المناسبة، فبينما الأنواع المجهزة مسبقاً (أنظمة الإحاطة الصوتية Surround Systems) توفر سهولة التركيب والاختيار، فهي باهظة الثمن للغاية ومن الصعب أن تناسب قياسات مختلفة من الغرف والمساحات، بالمقابل فاختيار الأنظمة بشكل شخصي يتضمن صعوبة أكبر في التوزيع والتركيب والتصميم المناسب على الرغم من السعر الذي يكون أقل عادةً. بالمحصلة فاختيار النظام الصوتي الأفضل يتطلب النظر لعدة معايير مهمة:
الحجم مهم للغاية: اختر النظام الأنسب بناء على المساحة المطلوبة
النظام الصوتي المناسب لا يمتلك تعريفاً موحداً، فتوزيع مكبرات الصوت المثالي لغرفة صغيرة أو عادية مثلاً، لن يكون مناسباً للغرف الكبيرة أو الصالات وخصوصاً في حال كانت بأشكال غير منتظمة كالصالات التي تأتي بشكل حرف L بدلاً من الشكل المستطيل التقليدي. حجم وقوة وعدد مكبرات الصوت وحتى طريقة توزيعها تعتمد بشكل كبير على المساحة المطلوب تغطيتها بالإضافة لنوع العزل الصوتي والتوجيه وعدد الأماكن المفتوحة.
بالنسبة للغرف العادية والصغيرة فأنظمة الصوت الصغيرة التي تتضمن مكبري صوت ووحدة مضخم للصوت (Subwoofer) أو المتوسطة التي تتضمن 5 مكبرات صوت صغيرة متوزعة ووحدة مضخم صوت مركزية تكون أكثر من كافية، بطبيعة الحال فحجم مكبرات الصوت وقوتها تتناسب مع حجم الغرفة، وبالانتقال للأحجام الكبيرة كالصالات فمن الأفضل استخدام أنظمة متوزعة بشكل أكبر مثل الأنظمة التي تحتوي 7 مكبرات صوت أو أكثر، أو استخدام مكبرات صوت كبيرة ولو بعدد أقل.
عادة ما تكون الزوايا هي أهم مناطق التي يجب وضع مكبرات الصوت فيها للحصول على الجودة الأفضل، لكن الأمر ليس قاعدة ثابتة، وعاجة ما يتطلب الأمر استخدام عدد من الوضعيات المختلفة خصوصاً في الصالات حيث الأبعاد غير متقاربة ويجب وضع مكبرات صوت على الجدران الطويلة أيضاً.
الحاجة لنظام الصوت: أفلام أم موسيقا
بشكل عام، فنوع الأصوات الصادرة حالياً لا يختلف كثيراً بين الأفلام والموسيقى وحتى الألعاب الحديثة، ومع أن الأمر يوحي بأن أنظمة الصوت ستكون متقاربة للحالات جميعاً، فالتوزيع يختلف بشكل كبير هنا تبعاً للحالة العامة التي يميل المستخدم لتفضيلها.
بالنسبة لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب، فغالباً ما يكون المستخدم متمركزاً في منطقة معينة بالأخص في حالة الصالات والغرف الكبيرة، هذه الحالة تعني أن الصوت مهم في منطقة الاستخدام أكثر من المناطق الأخرى وهنا يمكن الاستفادة من الأمر باستخدام أنظمة صوت أصغر تتوزع حول المنطقة المطلوبة فقط أي حول الشاشة والمقاعد الموجهة نحوها دون الحاجة لتوزيع الصوت في الصالة بالكامل. إيجابيات هذه الطريقة هو كون التخطيط لها أسهل بكثير وكونها تكلف أقل (نظراً لاستخدام مكبرات صوت أصغر) كما أنها تحمل إزعاجاً أقل بالنسبة للمحيط، لكن بالمقابل فالصوت لن يكون متاحاً بالجودة نفسها عند الجلوس خارج المنطقة المستهدفة أصلاً، مما يجعل هذه الطريقة مناسبة لمحبي الجلوس في مكان واحد فقط.
بالنسبة للموسيقى، فالأمر مختلف، فعلى عكس الأفلام والألعاب التي تتطلب الجلوس أمام شاشة وفي منطقة معينة، فالاستماع للموسيقا من الممكن أن يتزامن مع نشاطات أخرى تتضمن التنقل في مختلف أماكن المساخة المتاحة، هنا من الأفضل اختيار الأنظمة الأكبر التي تتوزع على محيط الغرفة\الصالة للحصول على جودة صوت موحدة وممتازة في مختلف أماكن الصالة دون الحاجة للالتزام بالجلوس في مكان محدد فقط.
مكبرات الصوت العادية ومضخم صوت منفصل، أم مكبرات صوت مدمجة؟
أنواع مكبرات الصوت المتاحة لأنظمة المسارح المنزلية اليوم تنقسم لقسمين رئيسيين: مكبرات الصوت التي تقدم صوتاً "مسطحاً" إن جاز التعبير وتتطلب وجود مضخم صوت (Subwoofer) مركزي أو عدة مضخمات منفصلة تقوم بإخراج الطبقات المنخفضة للصوت (وتعطي إحساس الاهتزاز)، ومكبرات الصوت المدمجة القادرة على توليد طبقات الصوت المختلفة وحتى إخراج الطبقات المنخفضة والاهتزازات.
الاختلاف بين النوعين يعتمد بالدرجة الأساسية على تفضيل المستخدم، فالنوع الأول الذي يستخدم مضخم صوت منفصلاً عادة ما يكون أفضل بشكل ملحوظ في هذا المجال مع طبقات منخفضة واضحة واهتزازات قوية مناسبة للموسيقى بالدرجة الأولى، بالمقابل فالنوع الآخر أسهل للتركيب المخصص تباً لرغبة المستخدم حيث يتيح إمكانية تعديل نظام الصوت وإضافة أو إزالة مكبرات الصوت دون التأثير على توازن الطبقات العالية والطبقات المنخفضة.
بالمحصلة، فبالنسبة للأنظمة الثابتة التي من المفترض أن تستمر على حالتها لفترات طويلة دون تغيير موقعها أو الإضافة إليها فمن الأفضل استخدام مضخمات صوت منفصلة، أما بالنسبة للأنظمة التي من المتوقع التعديل عليها مستقبلاً، فالخيار الأفضل هو تلك المدمجة حيث من الممكن الإضافة والإزالة دون الحاجة لمعايرة مضخم الصوت للحفاظ على توازن الطبقات المختلفة.
قابلية الإصلاح والاستبدال
في حال الاستخدام المعتدل فعادة ما تدوم مكبرات الصوت والأنظمة الصوتية عموماً لسنوات طويلة دون الحاجة للإصلاح أو الاستبدال، لكن مع الوقت فمن الممكن للحوادث أو عيوب التصنيع السابقة أن تؤدي إلى فشل أو تعطل جزء من النظام الصوتي المتكامل الموجود. هنا يظهر فرق كبير بين الأنظمة المركزية التي تتضمن مضخمات منفصلة، وتلك المخصصة.
بالنسبة لأنظمة الصوت التي تحتوي مضخمات صوت منفصلة، فهي عادة ما تأتي على شكل مجموعة صوتية متكاملة فقط ولا تباع أجزاؤها على حدة، هذا الامر يعني ان تعطل أي جزء من النظام الصوتي يعني الحاجة لاستبدال النظام الصوتي بالكامل وهو أمر مكلف وغير عملي، بالمقابل فالأنظمة المخصصة وغير المركزية غالباً ما تباع على شكل قطع فردية للسماح للمستخدم بتخصيصها وفق تفضيله، هذا الأمر يعني إمكانية استبدال قطعها بشكل مفرد عند تلفها أو تراجع أدائها.
من الجدير بالذكر هنا أن الأنظمة المخصصة عادة ما تتعطل أجزاؤها بشكل متواتر أكثر من نظيرتها التي تأتي كمجموعة، هذا الأمر يجعل عمليات الإصلاح الممكنة دورية، وفي حال التوصيل السيئ أو الخاطئ قد تكون عمليات متكررة ومكلفة للغاية حتى.
الأنظمة المركزية أو الأنظمة المخصصة
كما ذكرنا سابقاً، فأنظمة المسرح المنزلي الصوتية تأتي إما على شكل مركزي مكون من مضخم ومكبرات صوت متوزعة ومصممة للعمل معاً أصلاً، أو على شكل منظم وموزع للصوت مع توصيل مجموعة من مكبرات الصوت المدمجة أو مكبرات الصوت العادية مضخمات الصوت المنفصلة، لكل من النوعين إيجابياته وسلبياته، والأمر يعود هنا بالدرجة الأولى إلى مدى خبرة المستخدم والميزانية المرصودة للنظام الصوتي.
بالنسبة للأنظمة المركزية التي تأتي كمجموعة واحدة وجاهزة، فهي الأنسب للمستخدمين غير الخبراء، فهي أسهل للتركيب وتتضمن عمليات توصيل أقل بكثير كما أنها عادة ما تناسب المساحات المحدودة (خاصة لمتابعي الأفلام ومحبي الألعاب كما ذكرنا سابقاً) كما تكون أعلى جودة عادة وأكثر انتظاماً توافقاً، بالمقابل فالسعر المرتفع وغياب إمكانية التخصيص وعدم القدرة على استبدال القطع بشكل منفرد يجعلها غير مرغوبة من البعض.
الأنظمة المخصصة مناسبة أكثر للمستخدمين الخبراء، أو المستخدمين الذين يستعينون باختصاصي لتوزيع وتنظيم مكبرات الصوت لتحقيق النتائج المرجوة، مكبرات الصوت هذه عادة ما تكون أرخص ثمناً وأسهل للاستبدال والتخصيص، لكنها تحتاج للكثير من التجربة والخبرة لتركيبها بشكل صحيح، كما تمتلك توصيلات معقدة أكثر ولا تضمن تجربة مثالية دائماً خصوصاً في حال تركيبها بشكل ينقصه التنظيم والخبرة.
في النهاية، عملية اختيار وتركيب الأنظمة الصوتية الخاصة بالمسارح المنزلية ليست بالعملية السهلة، وعادة ما تكون أصعب مما تبدو عليه، عموماً فالأنظمة التي تأتي كمجموعة تكون أسهل للتركيب وأنسب للمستخدمين العاديين، فيما الأنظمة المخصصة تتطلب مستخدماً خبيراً بالأمر، أو الاستعانة بخبير لتنظيمها وتوزيعها بالشكل الأفضل والأنسب.
- [[PropertyDescription]] [[PropertyValue]]