مع تقدم التكنولوجيا والثورة الرقمية التي نشهدها في هذا العصر فإن شكل العالم يتغير بشكل مستمر وخاصة مع الكم الكبير من الاختراعات الجديدة التي تغير أسلوب حياتنا، وحيث أننا نعيش في عصر من الابتكارات الرقمية بات من الصعب أن نتنبأ بالشكل الذي سيكون عليه العالم في المستقبل.
في هذا المقال سنقدم لكم أهم الاختراعات التي ستتوفر بين أيديكم خلال السنوات القادمة والتي من المحتمل أن تقوم بتغيير الطريقة التي تقومون فيها بأعمالكم أو حتى قد تقوم بتغيير أسلوب حياتكم بالكامل.
1) عباءة الاختفاء
إن كنتم قد شاهدتم المسلسل المشهور هاري بوتر فمن المؤكد أنكم قد أُعجبتم بعباءته السحرية التي تقوم بإخفاء من يرتديها عن عيون الناس وتمنيتم لو انها كانت موجودة في الحقيقة، ولكن ما لا تعلمونه أنّ هذا الحلم قد يشهد النور في المستقبل القريب.
إن المعيار الأساسي لرؤية الأشياء يتعلق بخصائصها الضوئية التي تحدد ما إن كان الضوء سيمر من خلالها أم سينعكس حيث أنّ انعكاس الضوء على السطوح يجعلنا قادرين على مشاهدتها بأعيننا لذلك ولنتمكن من إخفاء غرض معين سيتوجب علينا إيجاد طرقٍ لجعل الضوء ينحني حوله، هذا الأمر كان ممكناً مع الاشكال البسيطة كالأسطوانات مثلاً حيث أنّ العلماء تمكنوا سابقاً من إخفاء أغراض صغيرة إلا أن الطرق التي استخدموها لم تكن مثالية، حيث أنّ الأغراض التي تم اخفاؤها أصبحت مرئية عند النظر إليها من زاوية مختلفة كما أنها لم تكن توفر إمكانية إخفاء الأجسام ذات الأشكال المعقدة كجسم الانسان على سبيل المثال.
ولكن على ما يبدو فإن فريقا من الباحثين من جامعة كاليفورنيا قد اقترب من حل هذه المشكلة فقد قاموا بصنع نسيج خاص مزوّد بهوائيات من الذهب تقوم بحني الضوء حول الغرض المطلوب ويتميز هذا النسيج بأنه قليل الثخانة حيث تبلغ ثخانته 80 نانو متر بالإضافة لقدرته على إخفاء الأغراض ذات الاشكال غير المنتظمة، إلا أنه ما زال فعالاً حتى الآن حيث أنّ استعماله ما زال مقتصراً على إخفاء الجسام المتناهية في الصغر، فعلى الرغم من أنّ العلم ما زال بعيداً عن القدرة على إخفاء الانسان إلا أنّ هذه هذا الابتكار يعد خطوة على الطريق وربما خلال السنوات العشر القادمة ستكون قادراً على شراء عباءة الإخفاء الخاصة بك.
2) شريحة مزروعة في الأصابع لسماع الكلمات المكتوبة
في كثير من الأحيان عند قراءتنا لكتاب معين تصادفنا بعض الكلمات الجديدة التي لا نعرف كيفية لفظها وغالباً ما يكون الحل لهذه المشكلة هو البحث عن هذه الكلمة على الانترنت وإيجاد معناها وترجمتها إن لم تكن الكلمة بلغتك الأم، وبقدر ما تكون هذه العملية سهلة وبسيطة إلا أنها مزعجة نوعاً ما نظراً لكونها تفقدنا التركيز عن الموضوع الذي نقوم بقراءته.
ولتسهيل هذه العملية قام الباحثون في قسم التصميم بجامعة سنغافورة بتصميم قاموس خاص يتكون من شريحة خاصة تتم زراعتها في الاصبع وسماعة تتوضع بقرب الاذن، عندما يقوم المستخدم بوضع اصبعه على الكلمة المطلوبة أو المقطع غير المفهوم فإن الشريحة تسجل النص وتمنح المستخدم المعلومات المتعلقة به كلفظه الصحيح وترجمته.
إن هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص للطلاب الأجانب وأصحاب البعثات الذين يدرسون في جامعات خارج بلادهم حيث أنها تجعل دراستهم أكثر سهولة.
3) السوار الرقمي الذكي من Cicret
مع الانتشار الكبير للهواتف الذكية وأجهزة التابلت أصبح من الشائع استعمال خاصية اللمس بين المستخدمين حتى أنّ بعض الشركات أخذت تتوجه نحو إضافة هذه الخاصية إلى شاشات حواسيبها المحمولة، ولكن شركة Cicret تحاول جعل استخدام أكثر سلاسة مما هو عليه حالياً.
يقوم مبدأ عمل هذا السوار على عرض محتويات شاشة الهاتف الذكي على يد المستخدم بحيث يتمكن من التحكم بهاتفه المحمول طوال الوقت، ويتميز هذا السوار بكونه يعمل على بشرة المستخدم بصرف النظر عن لونها كما أنه يتوافق مع هواتف آيفون والهواتف العاملة على نظام أندرويد، وبما أنه يعمل باستخدام بطارية قابلة للإزالة فإن بإمكانك حمل عدة بطاريات احتياطية بحوزتك واستبدالها عند نفاذ الشحن كما أنّ كون السوار مقاوماً للماء فإنه يعد حلاً مثاليا لاستخدام الهاتف في الحمام أو حمام السباحة دون القلق من إمكانية تلف الهاتف نتيجة تعرضه للماء.
4) الصحيفة الذكية التفاعلية
سابقاً وقبل انتشار الانترنت ومحطات التلفزة كانت الصحف والمجلات هي الطريقة الأساسية لمتابعة أخبار العالم حيث كان القراء يتهافتون يوميا لشراء الصحيفة ومعرفة أهم الأنباء والأحداث التي تحصل حول العالم، لكن مع انتشار الانترنت وخدمات الهواتف المحمولة في الوقت الحاضر فإن الاقبال على هذه الصحف يتراجع بشكل كبير نظراً لسهولة الوصول إلى كافة المعلومات بطرفة عين.
ونظراً إلى انّ الكثيرين لا يرغبون بانتهاء هذه التقنية الكلاسيكية فقد قامت مجموعة من الباحثين في جامعة لانكشاير في بريطانيا بتطوير أوراق مطبوعة تستطيع الاتصال بالانترنت والاستجابة للقارئ عن طريق اللمس، كما أنها قد تتمكن من إظهار الصور بالإضافة لإمكانية إصدار بعض الأصوات مما سيضيق الهوة التكنولوجية بين الصحف التقليدية والهواتف الذكية.
5) الخاتم الذكي ORII
حيث أنّ الهواتف الذكية أصبحت عنصراً أساسيا في حياتنا حيث أننا نستخدمها يوميا لإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية وغيرها أصبح الهاتف الذكي لا يغادر جيوب المستخدمين طوال الوقت، وحيث أنّ تقنيات الادخال باللمس باتت شائعة في أغلب الهواتف الحديثة فإن الهاتف يجب أن يبقى في يديك أغلب الوقت، ولكن ألم تتمنى يوماً أن تستطيع التحكم بهاتفك المحمول باستخدام صوتك فقط دون الحاجة للمسه؟ في الواقع إن الخاتم الذكي ORII قد يكون تماماً ما تتمناه.
يمكنك هذا الخاتم من استقبال المكالمات بسهولة فكل ما عليك القيام به هو لمس أذنك ليقوم الخاتم باستقبال المكالمة مع توفير صوت واضح عالي الجودة حتى في الأماكن المزدحمة نظراً لوجود خاصية إلغاء الضجيج، وإذا كنت ترغب بالتحدث للمساعد الرقمي على هاتفك فإن هذا ممكن أيضاً عليك فقط ان تقوم بالضغط على الزر الموجود على الخاتم ولمس أذنك والتحدث.
وبما أنه مصمم للاستخدام الدائم فإن هذا الخاتم خفيف الوزن وذو تصميم مريح للمستخدم كما أنه مصنوعٌ من مواد متينة ليستطيع تحمل الصدمات.
6) مكيف الهواء المحمول Evapolar 2
في أيام الصيف الحارة وحيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير يصبح مكيف الهواء ضرورة في كل منزل أو مكتب ولكن الحجم الكبير الذي يرافق أغلب أجهزة التكييف بالإضافة إلى الحاجة لربطها مع معدات خاصة يجعل من الصعب على المكيف ان يكون قابلاً للنقل مما يجبرك على العمل في الحر في كتير من الأوقات.
لحل هذه المشكلة قام يعض المطورين بالعمل على مكيف هواء محمول يسهل نقله من مكان لآخر، يتميز هذا المكيف أيضاً بكونه يحتاج كمية طاقة أقل للعمل وحيث أنه يستخدم كابل USB لتزويده بالطاقة بإمكانك تشغيله من خلال توصيله بحاسوبك المحمول، يحوي المكيف الذكي خزانا صغيراً للماء لترطيب الهواء في فترات الجفاف كما يمكن استخدامه لسحب الرطوبة من الجو في المناطق الرطبة.
يتوفر تطبيق خاص للهواتف الذكية للتحكم بالمكيف كما أنه يدعم أنظمة الذكاء الصنعي الخاصة بالمنازل مثل أليكسا مما يجعل التحكم به أكثر سهولة
في الختام.. لا يمكننا أنّ نتحدث عن كافة الاختراعات التي ستكون متوفرة في المستقبل إلا أنّ باستطاعتنا أن نكون واثقين أن التطور السريع سيؤدي إلى ظهور العديد من الاختراعات التي ستجعل من حياتنا أكثر سهولة.
